نشرت جريدة الدستور فى عددها الصادر بتاريخ 8/6/2005 م مقالا للدكتور / أيمن الجندى ( أساذ مساعد بطب طنطا) بعنوان : " البحث عن معجزة علميه ، طفولة عقل أم شك فى الدين " .
و الحق أنها تأتى فى إطار سلسلة من المقالات تهاجم الإعجاز العلمى فى القراّن الكريم و قد احترت فى سببها أو الباعث لها . و قد اعتدت على حسن الظن بالناس خاصة إذا لمحت فى كلام الغير بعض الصدق ، و للأمانة فإنى اتفق مع كاتب المقال فى أمور و أعتب عليه فى أمور ، و ليسمح لى أن أصوب له أمورا أخرى .
- أما عتابى له فاستخدامه مصطلحات : " ألعاب حواة " ، " نصب " " هبر" " النبى كان حافيا" !!
" نحن أمة تحترف الكذب " !!
يا د/ أيمن أمة التوحيد الخالص لم تكذب على الله اعتقادا فتحترف الكذب ولا نقرأ فى نصوص الكتاب أو السنة أو حتى التاريخ الإسلامى مقولة الائل : " إن كان صدق الله قد ازداد بكذبى فلماذا ألام إذن ؟
- و أما ما أتفق عليه معك فوجود مبالغات فى بعض الأحيان من بعض العاملين فى حقل الاعجاز العلمى الذين قد تأخذهم الحماسة فيتسرعون فى إعلان نتائج أبحاثهم . ولا يكون الدافع هو " النصب" أو " الهبر" فيكفى أن تعلم يا اخى أن هيئة دولية بحجم " هيئة الاعجاز العلمى "فى السعودية ميزانيتها السنوية لكل فروعها فى العالم هو مليون ريال ، و يعلم الجميع كم يتكلف البحث العلمى.
الحق أن العكس هو الصحيح فمن يهاجم الإسلام وأركان قوته الآن فى ظل حرب بوش على الإسلام " الإرهاب كما يسميها" هو الذى يقبض .. و نسأل عن ذلك مكتب " التضليل الإعلامى " لوزارة الدفاع الأمريكية - المطالب بشراء أقلام إسلامية – أو إدارة " ليز تشينى " فى وزارة خارجيتها و ما تسميه " حرب الأفكار " و كذالك تقرير مؤسسة " راند" للأبحاث الاستراتيجية المسمى " الإسلام المدنىالديمقراطى " المطالب بدعم " الحداثيين" و هدم الرموز الإسلامية. و هذا لا يعنى أنى أوافق على المبالغات فى مسألة الاعجاز العلمى فذكر الأمور الضعيفة مع القوية يضعف الأخيرة . الذى اختلف فيه مع كاتب المقال هو سوء الظن بهؤلاء ، الأمر لا يعدوا حماسة ليست فى محلها أو على أسوء الفروض حب ظهور غير مبرر مطلقا أيضا .
- و أما الذى أود تصويبه لكاتب المقال فذكره أن كل اعجاز القراّن الكريم هو " عدم التناقض" مع المعطيات الحديثة . مع تسليمى بذلك تماما . لكن ذلك هو أول أنواع الاعجاز فى القراّن الكريم و ليس كله .
وإلا فماذا نفعل يا أخى بمراحل تكوين الجنين المذكورة فى أوائل صورة "المؤمنون " ؟ إسلام الكثير من علماء الأجنة الأجانب بسببها مثل " د/ كيث مور " و غيره ، يكفى أن نعلم أنه حتى أواسط القرن الـ18 كان العالم الغربى يظن أن الحيوان المنوى فى رأسه قزم تام التخليق يكبر شيئاً فشيئاً فى رحم الأم !!
- و ماذا نفعل بذكر القراّن ظلمة قيعان البحار نهارا ؟ و أمواجه الداخلية لا السطحية و تكون السحب الركامية ( كل ذلك نجده فى سورة النور وحدها) و كروية الأرض و دورانها و تكوين المعادن الرسوبية و غير ذلك ..؟
كل هذة نصوصها قاطعة لايتسع المجال لذكرها .
وإن شئت عد لموقع الاعجاز العلمى أو موقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- و الذى أود ان اسأله لكاتب هذا المقال هل تؤمن بوجود أية أنواع للإعجاز فى القرأن الكريم ؟ دعك من الاعجاز العلمى. لقد ذكرت أن القراّن يغنى عن أية خارقة . بأى شىء إذن يا أخى ؟ أليس بذكره أمور يستحيل علمها فى زمان أو مكان النبى صلى الله عليه و سلم ؟ أتؤمن مثلا بإعجاز تشريعى سبق التشريعات الحديثة فى إنصاف المرأة و مخالفيه فى العقيدة و غير ذلك ؟
- أتؤمن بإعجاز تاريخى كتحدى القراّن بهزيمة الفرس من الروم بعد انتصارهم الأول ، بل و ذكر تاريخ ذلك ؟ ( أوائل سورة الروم)
- أتؤمن بإعجاز لغوى و بيانى خارق كأنما سقطت كل كلمة فى مكانها المناسب بين الكلمات و كل سورة فى مكانها المناسب بين السور ؟ أتعلم أن القراّن يحوى ثلث ألفاظ اللغة العربية ؟ وذلك لم يحدث فى التاريخ لأى كتاب يمثل أى لغة.
- أتعلم أن القراّن به 381 جذر كلمة ( وليس كلمة) كل جذر ذكر مرة واحدة فقط؟ و به 198 جذر كلمة " مئات الكلمات " كل كلمة ذكرت مرتان فقط؟ .
- أتعلم أن القراّن به تفاصيل "كجزء من قصة أو مصطلح أو مثل أو تشريع" مشتتة فى عدد لا حصر له من كتب السابقين و هذة الكتب لو يجدها اصحابها فى وقت واحد ولا فى مكان واحد ولا بلغة واحدة ولا تتبع طائفة واحدة و كان أغلبها مخفيا. علاوة على كبر حجم الكتب زمان النبى صلى الله عليه و سلم ، و قلة عدد النسخ من الكتاب الواحد لحرق الكتب من الأباطرة و لكون النسخ يدويا اّنذاك .. كذالك عجت هذة الكتب بالكثير من التفاصيل غير المنطقية لم نجد واحدة منها فى القراّن الكريم .
( أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافا كثيرا) " النساء 82"
- لقد ذكر كاتب المقال فى اّخره أنه يشعر بقشعريرة حين يرى كلمة " أقرأ" فى القراّن . و أقول له يا أخى : إن القراّن كله تقشعر منه قلوب الذين يخشون ربهم.
" ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين "
( الأعراف 89)