طالبت البرلمانية جميلة مصلي النائبة عن حزب العدالة والتنمية بالبرلمان المغربي وزارةَ الثقافة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المدن العتيقة المغربية من تهافت الأجانب على اقتناء دورها التاريخية وتحويلها إلى أماكن مغلقة تحتاج إلى "تأشيرات" لدخولها.
وتساءلت البرلمانية أمس خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية عن مستقبل هذه المدن العتيقة مثل "رياضات" مراكش (منازل تراثية موسعة) والدور العتيقة بفاس وتطوان وطنجة أمام عملية تفويتها للأجانب في مخالفةٍ قانونيةٍ باعتبارها جزءًا من التراث العالمي وذاكرة للمغاربة، داعيةً المجالس المحلية إلى العمل لاقتناء هذه البيوتات التاريخية؛ حيث جعلت عملية التفويت بعض الأماكن بالمغرب مُحرَّمةً على المغاربة و"حلالاً" للأجانب.
وأضافت مصلي أن البعد القانوني يستدعي جرد مقتنيات هذه الدور العتيقة بالنظر إلى قيمتها التاريخية، والنظر إلى الأبعاد الاجتماعية الناتجة عن الظاهرة، في إشارةٍ إلى انتشار السياحة الجنسية في بعض هذه الرياضات المغلقة.
ثريا جبران، وزيرة الثقافة بالمغرب، وفي جوابها عن التساؤل، قالت إن الوزارة الوصية حريصة على صيانة البيوتات المصنفة كتراثٍ عالمي، مؤكدةً أن الأمر يستدعي تكوين لجنة تفتيش من وزارات الداخلية والإسكان والسياحة لرصد أي خروقات.
وأضافت الوزيرة أن القضية تحتاج إلى تدخلٍ حكومي شامل وليس لوزارة الثقافة فقط لمتابعة الظاهرة سلبيًّا وإيجابيًّا.
وقد عرفت الآونة الأخيرة هجومًا لافتًا للأجانب، خاصةً المتقاعدين منهم من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإنجلترا؛ لاقتناء الدور العتيقة لقضاء بقية حياتهم فيها، مما أنتج غلاءً للعقار على المستوى الاقتصادي، ومخالفات أخلاقية بتوظيفها لتصوير الأفلام الجنسية الشاذة والتغرير بالأطفال القاصرين.
وتعتزم جمعيات حقوقية تنظيم مسيرة "بيضاء" للتنديد بالسياحة الجنسية بمراكش، فيما بادر المغرب لإحياء ذكرى مرور 12 قرنًا عن بناء مدينة فاس بهدف إعادة الاعتبار لمآثرها التاريخية وترميم أسوارها.
وتذكر المعلومات أن مدينة مراكش فقدت بفعل السياحة "غير النافعة" أكثر من 80% من طبيعة أسواقها العتيقة وعقاراتها، فصارت حوانيت تلك الأسواق مخصصة لبيع معروضات لا يحتاجها 90% من أبناء المدينة.
وتعتبر "رياضات مراكش" تراثًا معماريًّا وفضاءاتٍ مميزةً لإقامة معارض للتحف والصناعة التقليدية المغربية الأصيلة، والرياض كلمة مشتقة من "روض"، وهي حديقة الجنة، وتُمثِّل محلاًّ للسكن يمتد على مساحة تتجاوز الـ350 مترًا مربعًا، ويحتوي بالخصوص على دار صغيرة "دويرية" مخصصة للضيوف وبهو وفضاء مفتوح يضم نافورةً سواء في الوسط أو على الحائط وأحواض بها أشجار، وغالبًا ما كانت تقطن بهذه الرياضات عائلات ميسورة قادرة على تأثيثها بأجمل تحف الصناعة التقليدية المغربية.