انتقادات .. وغضب مصري لجلد طبيبين يعملان بالسعودية
الوقت - القاهرة - كارم يحيى:
في غير وقفات احتجاجية شهدتها نقابتا الأطباء والصحافيين ردد أطباء ومواطنون شعاراً ابتدعوه على خلفية أزمة اثنين من الأطباء في المملكة السعودية : يا رتني كنت فلبيني.. كنت لقيت حكومة تحميني. وفي صحافة القاهرة تنتشر رسوم كاريكاتيرية تتناول بجرأة العلاقات المصرية السعودية وتعكس غضبا لافتا إزاء قضية الطبيبين رؤوف أمين وشوقي عبد ربه بعدما شدد القضاء السعودي عقوبتهما بعدما اتهما بالتسبب في إدمان أميرة سعودية كانا يعالجانها من آلام حادث أصاب العمود الفقري. وقد انتهى القضاء السعودي إلى معاقبتهما بالجلد 1500 جلدة لكل منهما وبالسجن لعشرين عاما للأول ولخمسة عشر عاما للثاني.
الأحكام السعودية شكلت صدمة للرأي العام في مصر وخصوصاً لنقابة الأطباء المصريين. ففي ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصريين الليلة قبل الماضية بمشاركة أهالي الطبيبين أمين وعبد ربه قال الدكتور عبدالله البربري رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء ان الأوراق المتوافرة عن قضية الطبيبين تفيد بأنهما لم يخالفا آداب المهنة أو يرتكبا خطأ مهنيا، موضحاً ان الطبيبين كانا يقومان بإحلال دواء مخدر محل آخر خلال علاج الأميرة السعودية.
واعتبر البربري ان الأحكام السعودية الصادرة بحق الطبيين لا مثيل لها في التاريخ الإنساني من حيث قسوتها.
الندوة ذاتها عكست تباينا في ردود الفعل إزاء ما يتعرض له الطبيبان، وقد تحولا في الصحافة على مدى الأيام القليلة الماضية الى رمز للاستهانة بحقوق وكرامة المصريين العاملين لدى السعودية. فهناك من طالب بمناشدة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التدخل والعفو عن الطبيبين أو إعادة محاكمتهما محاكمة عادلة، وهناك من انتقد بالأصل نظام الكفيل بشدة ومعه شروط الإقامة والعمل في المملكة السعودية، بما في ذلك النظام القضائي. وفي مواجهة أزمة الطبيبين تراوحت المقترحات بين تلك الداعية إلى تصعيد القضية لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية وتنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارة السعودية في القاهرة ووزارة الخارجية المصرية وتلك المقترحات الداعية إلى تشكيل وفود تذهب إلى السعودية لتفقد حال الطبيبين والتوسط لدي المملكة.
تفاعلات قضية الطبيبين دفعت أخيرا وزيرة القوي العاملة عائشة عبدالهادي إلى إصدار قرار يحظر تعاقد وسفر أطباء جدد للعمل لدى القطاع الخاص في المملكة السعودية وحتى يجرى حل مشكلة الطبيبين. وكانت نقابة الأطباء المصريين قد حذرت أعضاءها من السفر إلى السعودية وخصوصاً من التعاقد مع القطاع الخاص.
لكن جانبا من الرأي العام في القاهرة يحمل الحكومة المصرية المسؤولية بالأصل عما وصف بالاستهانة بكرامة المصريين العاملين في السعودية ويطالب الرئيس حسني مبارك بالتدخل لدي الرياض لحل مشكلة الطبيبين ومعها ما بدأت صحف مصرية في نشره من وقائع أخرى حول أحوال مصريين بالمملكة، إلا ان قطاعا آخر بين الرأي العام المصري ينبه إلى ضرورة مراعاة مصالح نحو مليون مصري يعملون في المملكة يضخون أموالا إلى الاقتصاد الوطني ولذا يدعو للحذر في معالجة مشكلة الطبيبين وتجنب التصعيد والتعميم والصدام.
رسوم الكاريكاتير في الصحافة المصرية وجدت في أزمة الطبيبين مادة خصبة لنكأ جراح أحوال المصريين العاملين في الخارج في ظل نظام الكفيل. ويصور أحد هذه الرسوم مواطنا مصريا يسأل آخر أمام مقر السفارة السعودية: مسافر على كام جلدة؟ بدلا من مسافر على كام ريال؟
الوقت - القاهرة - كارم يحيى:
في غير وقفات احتجاجية شهدتها نقابتا الأطباء والصحافيين ردد أطباء ومواطنون شعاراً ابتدعوه على خلفية أزمة اثنين من الأطباء في المملكة السعودية : يا رتني كنت فلبيني.. كنت لقيت حكومة تحميني. وفي صحافة القاهرة تنتشر رسوم كاريكاتيرية تتناول بجرأة العلاقات المصرية السعودية وتعكس غضبا لافتا إزاء قضية الطبيبين رؤوف أمين وشوقي عبد ربه بعدما شدد القضاء السعودي عقوبتهما بعدما اتهما بالتسبب في إدمان أميرة سعودية كانا يعالجانها من آلام حادث أصاب العمود الفقري. وقد انتهى القضاء السعودي إلى معاقبتهما بالجلد 1500 جلدة لكل منهما وبالسجن لعشرين عاما للأول ولخمسة عشر عاما للثاني.
الأحكام السعودية شكلت صدمة للرأي العام في مصر وخصوصاً لنقابة الأطباء المصريين. ففي ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصريين الليلة قبل الماضية بمشاركة أهالي الطبيبين أمين وعبد ربه قال الدكتور عبدالله البربري رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء ان الأوراق المتوافرة عن قضية الطبيبين تفيد بأنهما لم يخالفا آداب المهنة أو يرتكبا خطأ مهنيا، موضحاً ان الطبيبين كانا يقومان بإحلال دواء مخدر محل آخر خلال علاج الأميرة السعودية.
واعتبر البربري ان الأحكام السعودية الصادرة بحق الطبيين لا مثيل لها في التاريخ الإنساني من حيث قسوتها.
الندوة ذاتها عكست تباينا في ردود الفعل إزاء ما يتعرض له الطبيبان، وقد تحولا في الصحافة على مدى الأيام القليلة الماضية الى رمز للاستهانة بحقوق وكرامة المصريين العاملين لدى السعودية. فهناك من طالب بمناشدة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التدخل والعفو عن الطبيبين أو إعادة محاكمتهما محاكمة عادلة، وهناك من انتقد بالأصل نظام الكفيل بشدة ومعه شروط الإقامة والعمل في المملكة السعودية، بما في ذلك النظام القضائي. وفي مواجهة أزمة الطبيبين تراوحت المقترحات بين تلك الداعية إلى تصعيد القضية لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية وتنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارة السعودية في القاهرة ووزارة الخارجية المصرية وتلك المقترحات الداعية إلى تشكيل وفود تذهب إلى السعودية لتفقد حال الطبيبين والتوسط لدي المملكة.
تفاعلات قضية الطبيبين دفعت أخيرا وزيرة القوي العاملة عائشة عبدالهادي إلى إصدار قرار يحظر تعاقد وسفر أطباء جدد للعمل لدى القطاع الخاص في المملكة السعودية وحتى يجرى حل مشكلة الطبيبين. وكانت نقابة الأطباء المصريين قد حذرت أعضاءها من السفر إلى السعودية وخصوصاً من التعاقد مع القطاع الخاص.
لكن جانبا من الرأي العام في القاهرة يحمل الحكومة المصرية المسؤولية بالأصل عما وصف بالاستهانة بكرامة المصريين العاملين في السعودية ويطالب الرئيس حسني مبارك بالتدخل لدي الرياض لحل مشكلة الطبيبين ومعها ما بدأت صحف مصرية في نشره من وقائع أخرى حول أحوال مصريين بالمملكة، إلا ان قطاعا آخر بين الرأي العام المصري ينبه إلى ضرورة مراعاة مصالح نحو مليون مصري يعملون في المملكة يضخون أموالا إلى الاقتصاد الوطني ولذا يدعو للحذر في معالجة مشكلة الطبيبين وتجنب التصعيد والتعميم والصدام.
رسوم الكاريكاتير في الصحافة المصرية وجدت في أزمة الطبيبين مادة خصبة لنكأ جراح أحوال المصريين العاملين في الخارج في ظل نظام الكفيل. ويصور أحد هذه الرسوم مواطنا مصريا يسأل آخر أمام مقر السفارة السعودية: مسافر على كام جلدة؟ بدلا من مسافر على كام ريال؟